سيناء كنز سياحي ثمين ، تم اكتشاف جزء منه فانبهر بها العالم وتدفق
إليها مئات الآلاف سنوياً من أنحاء المعمور ، ومازال الجزء الأكبر من هذا
الكنز يعد بالكثير من النمو السياحي .
فسيناء تجمع كل مقومات السياحة الناجحة ، المقومات المناخية والطبيعية :
البرية والبحرية ، الصالحة لكل أنواع السياحة وفي مقدمتها السياحة
الترفيهية مثل سياحة الشواطئ وسياحة الغوص والرياضات المائية على خليج
العقبة ثم السياحة العلاجية إضافة إلى العلاج بالأعشاب خاصة في كاترين .
كما تتوفر في سيناء مقومات العديد من الأنواع الأخرى من السياحة
كسياحة المهرجانات والسباقات وأشهرها سباق الهجن وما يرتبط به من كرنفالات
فولكورية ، وأخيراً تتزايد أهمية مدن سيناء في سياحة المؤتمرات خاصة في
شرم الشيخ التي استضافت أكثر من مؤتمر سياسي عالمي كبير وعشرات المؤتمرات
المتخصصة الأخرى . أما في المحميات الطبيعية، فإن هناك نوعاً من السياحة في
تصاعد هو السياحة العلمية .. أو ما يعرف باسم الفلورا والفونا ( يعني تشمل
دراسات البيئة النباتية والحيوانية ) ، وبين أودية سيناء وجبالها تنشط
سياحة السفاري والمغامرات .
أنواع السياحة في سيناء
من المهم جداً تحديد هدفك من رحلتك السياحية وعندما تقصد سيناء فإن
الخيارات السياحة أمامك مفتوحة وسنستعرض وإياكم أنواع السياحة المتاحة امام
زوار سيناء سواء عرب أو أجانب :
-
السياحة الترفيهية : تمثل السياحة الترفيهية أغنى وأكثر أنواع السياحة انتشاراً في سيناء
.. لتوافر المقومات الطبيعية والتي تعد بدورها محصلة لثراء بيئة سيناء
بمناخها المعتدل ، وشواطئها الرملية والصخرية على السـواء.. وكنوز مياهها
من شعاب مرجانية و أسماك نادرة وكائنات بحرية أخرى .. إضافة إلى توفر
البنية الأســاسـية لمثل هذه السياحة التي تقع مراكزها الهامة في مناطق
سهلة الاتصال والمواصلات على السـواحل أو بالقرب منها . . وتنقسم السياحة
الترفيهية في سيناء إلى
قسمين :
السياحة الشاطئية وسياحة الغوص والرياضات المائية والمنتجعات على سواحل خليج العقبة .
-
السياحة الشاطئية :
تنتشر هذه السياحة في المناطق الساحلية التي تتميز بشواطئ رملية ناعمة ،
وبامتداد بحري غير عميق خال من الصخور وصافي المياه ، وتتكرر هذه
المواصفات في أكثر من موقع على البحر المتوسط وخليج السويس ، حيث يمتد ساحل
البحر الأبيض المتوسط من بالوظة وبئر العبد في الغرب حتى رفح في أقصى شرق
سيناء مروراً بالعريش والشيخ زويد وبحيرة البردويل ، ويتميز هذا الشاطئ
الطويل برماله الناعمة البيضاء ومياهه الصافية ، وعند العريش على وجه
الخصوص تنتشر صفوف النخيل حتى إنه يعرف بشاطئ النخيل .
وتشهد السياحة في شواطئ العريش على وجه الخصوص إقبالاً كبيراً خاصة
السياحة المحلية ، كما تتزايد أعداد القرى السياحية بالقرب من هذه الشواطئ .
أما شاطئ خليج السويس فإنه يمتد بطول الساحل الشرقي للخليج شاملاً
مناطق رأس مسلة ورأس سدر ورأس مطارمة والطور وهى مناطق سياحية ، إضافة إلى
منطقتي أبو زنيمة وأبو رديس الصناعيتين ، ويتخلل هذا الشاطئ العديد من
الخلجان ورؤوس اليابس في وسط مياه الخليج ، كما تتميز الشواطئ نفسها
بالرمال الناعمة البيضاء وصفاء المياه والأعماق الضحلة لمسافات طويلة إضافة
إلى اعتدال المناخ طوال العام ، فضلا عن قرب هذه المنطقة من القاهرة ومدن
مصر الأخرى مما يجعلها مكاناً مناسباً للسياحة المحلية وكذلك رحلات اليوم
الواحد، وتوجد برأس سدر على وجه الخصوص العديد من القرى السياحية
والمشروعات السياحية الجميلة .
أما شاطئ الطور فلا يقل روعة عن رأس سدر خاصة في منطقة شاطئ النخيل ،
وهى من أجمل المناطق السياحية التي تجمع بين زراعات النخيل والشاطئ
المحصور بين مياه الخليج وسلسلة الجبال في الشرق .. كذلك شاطئ القمر
بالطور وله طبيعة خاصة .. فهو عبارة عن لسان ممتد لداخل المياه وله شاطئ
رملي ناعم ويمكن من عنده إلقاء نظرة بانورامية على مدينة الطور بكاملها،
وتوجد بمدينة الطور عدة فنادق حالياً .
-
سياحة الغوص :
يتركز هذا النوع من السياحة على الشاطئ الشرقي لخليج العقبة ، وهو شاطئ
صخري في معظم مناطقه ، ويليه عمق كبير للمياه بعد الساحل مباشرة ، وتعد
هذه المنطقة من أجمل المناطق السياحية في العالم لما تمتلكه من كنوز رائعة
، فيها أروع مناطق الشعاب المرجانية .. والأسماك الملونة والمياه الدافئة
طول العام ، وتتمتع بطبيعة ساحرة على اليابس وتحت الماء حيث تحيط بها
تكوينات طبيعية خلابة بما بها من خلجان وينابيع دافئة وحيوانات وطيور
ونباتات برية نادرة وطيور متنوعة . ومن أبرز المواقع المستغلة سياحياً على
شاطئ خليج العقبة : شرم الشيخ ودهب ونوبيع وطابا .
-
السياحة الأثرية والتاريخية :
إن في سيناء العديد من مواقع السياحة الأثرية والتاريخية وقد تحدثنا سابقاً بالتفصيل عن هذه المواقع .
-
السياحة العلاجية :
توجد في سيناء العديد من مقومات السياحة العلاجية خاصة عيون المياه التي
تساعد على شفاء العديد من الأمراض .. وكذلك الرمال الساخنة الناعمة في عديد
من المناطق وهى ذات فائدة كبيرة في علاج أمراض الروماتيزم .. . كذلك
تشتهر محافظة سيناء بوجود العديد من الأعشاب المفيدة في علاج أمراض عديدة
ويقبل عليها السياح خاصة في إطار الاتجاه العالمى للتخفيف من استخدام
الأدوية الكيماوية والعودة إلى العلاج بالأعشاب .
و
أهم عناصر السياحة العلاجية في سيناء :
-
حمام فرعون : يقع
حمام فرعون على بعد نحو مائة كيلو متر من شاطئ قناة السويس وهو عبارة عن
15 عيناً تتدفق منها المياه الساخنة ويملأ البخار المتصاعد منها أنحاء
المغارة المنحوتة في الجبل أعلى شاطئ البحر حيث تبلغ درجة حرارة المياه
ما بين 55-75 درجة مئوية . وقد أثبتت التحاليل العلمية إمكانية استخدام هذه
المياه المعدنية في شفاء العديد من أمراض الصدر والجلد وبعض أمراض العيون
. ويتم حاليا الشروع في إقامة منتجع صحي عالمي متكامل بالمنطقة يضم وحدات
فندقية ومارينا لليخوت وأماكن للترفيه والإقامة والاستشفاء .
-
حمام موسى : يقع حمام موسى شمال مدينة الطور بنحو ثلاثة كيلو متر، وقد تحدثنا عنه سابقا بالتفصيل .
-
عيون موسى : هذا الموقع يبعد حوالى 30 كم من من النفق ، جنوبي نفق الشهيد أحمد حمدي .
وعيون موسى هي 12 عيناً وهي من معجزات سيدنا موسى عليه السلام ، فخلال
طريقه إلى مصر و بعد أن طلب منه قومه الماء ، أوحى الله له أن يضرب بعصاه
الحجر فانفجر من الحجر 12 عيناً ، كل عين لها اسم ، ومكتوب بجانب كل عين
لافته بها اسمها وعمقها والعيون الآن لم يتبقَ منها إلا خمسة عيون فقط ،
والبقية طمرها الزمان ولا يخرج الماء إلا من واحدة ، ويجري الآن مشروع
لتطوير وتجميل هذه العيون ، حيث سيتم زرع المنطقة المحيطة بها ، وترميم
العيون المتبقية ، وبناء معرض بجانبها يحوي الآثار التي عثر عليها في هذا
المكان
-
الأعشاب الطبية في سيناء : تشتهر أرض سيناء بالعديد من النباتات والأعشاب البرية ذات الفوائد الصحية
الكبيرة والتي يقبل عليها ويسأل عنها السياح خاصة في منطقة سانت كاترين
مثل الزعتر الذي يعالج الكحة والأمراض الصدرية ، والحبق الذي له أثار
إيجابية في علاج المغص والرطوبة ، والشيح الذي يخفف المغص ويطرد
الميكروبات والحنضل المفيد في علاج الروماتيزم والسموه المفيد لعلاج مرض
السكر والأمراض الجلدية ، كما ينتشر نبات باسم السكران وهو مخدر طبيعي
ويقال أن له آثار علاجية للقلب وتقلص العضلات وغيرها .
-
سياحة السفاري والمغامرات : التكوين الجغرافي لسيناء ساعد على انتشار نمط متميز من السياحة هو
سياحة السفاري والمغامرات عبر صحارى ودروب ووديان سيناء ، وتتنوع مسارات
وأهداف هذه البرامج من سياحة السفاري ، فبعضها يتجه إلى السلاسل الجبلية
الخلابة وأشهرها جبال منطقة سانت كاترين . أما أشهر الجبال التي تجذب هذا
النوع من السياحة فهو ما يسمى بالـ Colored Canyon وهى جبال تحيط بها ممرات
فريدة تسمح للسياح بالمرور ومغامرة التسلق ، وفضلاً عن ذلك تتميز بألوان
صخورها الزاهية والمتعددة وتكويناتها المثيرة ، ومن أشهر هذه الجبال ذات
الممرات جبل في وادي وتير قرب عين فرطاقة على طريق نوبيع - كاترين ، وجبل
أخر أكثر قرباً من كاترين عند وادي (عراضة) حيث يجتذب كل من هما مئات
السياح يومياً للمغامرة والتنزه وقضاء النهار وأحياناً المبيت .
وتستهدف برامج أخرى من سياحة السفاري زيارة الوديان المتميزة وعيون
الماء ذات الشهرة والجمال مثل عين القديرات في منطقة القسيمة وعين أم أحمد
وعين فرطاقة وكذلك عيون ووديان واحة فيران ، في نفس الوقت يتجه العديد من
سياح السفاري اتجاهات أخرى من أجل الصيد البرى كما في منطقة العريش
والشيخ زويد ورفح في شمال سيناء ، أو في مناطق عديدة بالجنوب ضمن
المناطق المسموح فيها بهذا الصيد .
(لابد من الإشارة هنا بأن هناك برنامج عالمي تشرف علية مؤسسات وشركات
عالمية يحمل أسم رحلات سفاري يطبق في بعض دول أفريقيا ولكن وفي حد علمي لا
يتوفر هذا البرنامج في مصر حتى لحظة أعداد هذا الموضوع )
-
سياحة السباقات والمهرجانات :
أشهر المهرجانات التي تشهدها سيناء هي مهرجانات وسباقات الهجن ، فهي رياضة
بدوية خالصة ، تشهد إقبالاً هائلاً من المشاركين والسياح .. وتتناسب مع
عادات واهتمامات البدويين أبناء سيناء ، ويرتبط بهذا السباق كرنفالات
فولكورية واسعة للأزياء والعادات والتقاليد والفنون الشعبية ، ويعقد بشكل
منتظم سباق محلى وعالمي للهجن في شمال وجنوب سيناء في أوقات ملائمة كل
عام خاصة في فصل الربيع . كذلك تناسب ممرات سيناء سباقات السيارات بمختلف
مسافاتها وأنواعها ، وكذلك سباقات الدراجات الدولية التي تنظم غالباً في
مناطق جنوب سيناء .
-
سياحة المؤتمرات :
ازدهر في الآونة الأخيرة هذا النمط من السياحة في سيناء خاصة في مدينة
شرم الشيخ حيث يساهم اعتدال المناخ وتوفر المرافق والاتصالات الحديثة
والمطار الدولي والقاعات المجهزة في الفنادق الكبرى وغيرها ، إضافة إلى
أماكن الاستضافة الكافية واللائقة على تشجيع عقد العديد من المؤتمرات
السياسية والعلمية والمتخصصة وغيرها ، فإلى جانب هذه التسهيلات والإمكانيات
فإن هذا الموقع كمنتجع سياحي يوفر مناخاً ملائماً لمثل هذه المؤتمرات ،
كما يتيح الفرصة لأعضائه للقيام بجولات سياحية بعيداً عن زخم المدن الكبرى .
لذلك تشهد مدينة شرم الشيخ العديد من هذه المؤتمرات كان أبرزها المؤتمر
الدولي لصانعي السلام الذي حضره 29 من زعماء وقادة أكبر دول العالم في 13
مارس عام 1996، كما تشهد المدينة من آن لآخر لقاءات قمة ومؤتمرات متنوعة
أخرى .
-
السيــاحة الــعــلــمــيــة : تتمتع سيناء بالعديد من مقومات السياحة العلمية والبحثية التي تشمل
دراسات البيئة النباتية والحيوانية (الفلورا والفونا) خاصة بمناطق محمية
سانت كاترين ومحمية رأس محمد ، وكذلك دراسة حركة الطيور وهجراتها العالمية
في منطقة الزرانيق ومنطقة رأس محمد ، وتعتبر هذه المناطق ذات إمكانيات
سياحية خاصة لهواة المياه البرية أو البحرية.