المدير العام المدير العام
عدد المساهمات : 1713 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 26/08/2011
| | اديره وادى النطرون(رؤيه) | |
مساحة رأي بقلم: د. ماجد عزت إسرائيل - 09/11/2009 وادي النطرون أحد المنخفضات التي تقع في الصحراء الغربية من مصر، والتي تضم الواحات: الخارجة والداخلة في الجنوب ثم الواحات البحرية والفرافرة في الوسط ثم منخفض وادي النطرون والقطارة وواحة سيوة في الشمال. وتقع هذه المنخفضات فوق مستوى سطح البحر، على خلاف وادي النطرون ومنخفض القطارة حيث يهبط الوادي عن سطح البحر بنحو ثلاثة وعشرين مترًا. وقد اتخذ الوادي أكثر من اسم عبر التاريخ، فقد أطلق المصريون القدماء عليه اسم (سخت – حمات) أو سكة همام وتعني حقل الملح وذلك لتوفير ملح النطرون فيه وأطلق عليه اسم حقل البلح لوفرة أشجار النخيل، وكذلك باسم (بثت – بت) وتعني بحيرة السماء وقد ذكر هذا الاسم في فنون الأهرام كمكان لإنتاج البخور. وأطلق على الوادي "سكيتس" Scetis وتعني مكان النسك وقد اشتق من هذا الاسم كلمة تنطق بالعربية باسم "إسقيط"، كما عرف باسم "برية ثيهات أو (شيهيت)" ويتكون من مقطعين، الأول ويعني يزن والثاني ويعني القلوب ومعناها ميزان القلوب أي المكان الذي يزين الله فيه قلوب ساكنيه ليعرف مقدار محبة كل واحد منهم له، وعرف بوادي الملوك نسبة إلى الأميرين "مكسيموس ودماديوس" ابنا الملك فالنتيانوس الذي صار إمبراطورًا لروما سنة 364 وعشقا الرهبنة في وادي النطرون، وعُرف بوادي" هبيب" نسبة إلى "هبيب بن حزام بن عفاف الغفاري أحد أصحاب رسول الله (ص)"، وهو أحد عرب فزارة، وأطلق على الوادي اسم "وادي النطرون" لاستخراج مادة النطرون من بحيراته، وكانت تُسمى "بالاطرون"، ومن ثم فقد سمي الوادي بوادي النطرون. كما عُرف الوادي باسم "الطرانة" وهي ولاية تقع على فرع رشيد، كان ينقل إليها النطرون من الوادي، وهي التي ارتبطت مع الوادي بنشاط تجاري زاهر. وكان أول ظهور للرهبنة الانفرادية في وادي النطرون، وللرهبنة قدسية خاصة في المسيحية بدأت مع ظهورها وذلك بمرور العائلة المقدسة في الوادي أثناء هروبها من وجه "هيرودس" ومباركة الطفل "يسوع" لأركان هذا الوادي، فهرع إليها العديد من المتوحدين منذ العصور الأولى للمسيحية. ووادي النطرون يزخر بأعداد كبيرة من الأديرة والقلالي، وقد بلغت نحو مائة دير، ويذكر الرحالة "روفينوس" الذي زار الوادي حوالي (351م) أنه في الوادي نحوامن خمسين ديرًا، ثم صارت عشرة أديرة، ممتدة غربًا على جانب برية شهيت بين مديرية البحيرة والفيوم، ولكن أحداث الزمان والغزوات المتلاحقة أبادت الكثير من أديرة الوادي ولم يبق الآن من الأعداد الكثيرة سوى أربعة وهي حسب تاريخ نشأتها: دير البراموس، ودير أبا مقار، ودير الأنبا بيشوى، ودير السريان. وهي التي قاومت الزمن، وعواصف الرمال، وهجمات البربر، وظلت قائمة بينما تهدمت أديرة أخرى أو اختفت تحت كثبان الرمال. وقد ذكر "عمر طوسون" من الأديرة القديمة التي اختفت: دير يوحنا القصير، ودير الأرمن، ودير إيليا (للأحباش)، ودير أبانوب، وقد قامت منذ سنوات حفريات كشفت عن أجزاء من هذه الأديرة، وهي عرضة أيضًا لأن تردمها الرمال مرة أخرى إذا لم يتم الحفاظ عليها.المصدر : جريدة الأهرام 26/12/2007م السنة 132 العدد 44214 [ وادي النطرون والتنمية سياحيا ] بقلم: د. سعيد مغاوري محمد كلية السياحة والفنادق ـ جامعة المنوفية منطقة وادي النطرون من أبرز المناطق السياحية في مصر والشرق الاوسط لما تتمتع به من مميزات جغرافية وتاريخية وحضارية. فهذه المنطقة تقع في وادي النطرون بالصحراء الغربية بين القاهرة والاسكندرية, ولقد استخرج قدماء المصريين من هذا الوادي مادة( النطرون) زمن الفراعنة, ولقد عثر بهذا الوادي علي اطلال معبد امنمحات الاول حوالي سنة(1970 ق.م), وتتمتع هذه المنطقة ايضا بمناخ معتدل وطبيعة خلابة والعديد من آبار المياه واراض وحقول زراعية وبساتين. ولقد لفت انتباهي ان هذه المنطقة تعج بالعديد من الشواهد التاريخية والحضارية القبطية ممثلة في عدد من الاديرة, حيث زارها السيد المسيح والسيدة العذراء ـ فقد وصل السيد المسيح غربا حتي وصل مع السيدة العذراء الي منطقة تعرفها المخطوطات القبطية باسم( شيهات) وتعني باللغة القبطية( ميزان القلوب) وهي التي يطلق عليها حاليا( وادي النطرون) وكانت هذه المنطقة مليئة بالعديد من الاديرة فيما بين القرون4 ـ7 م كان بعضها مخصصا لإقامة الرهبان الأجانب مثل الروم والارمن والسريان والاحباش واغلب هذه الاديرة مندثر حاليا ولم يبق منها سوي اربعة فقط هي: دير ابو مقار ـ او دير القديس مكاريوس ـ مؤسس الرهبنة في منطقة وادي النطرون, ودير الانبا بيشوي, ودير السيدة العذراء المعروف حاليا بدير السريان, ودير البراموس. جميع هذه الاديرة تضم بين جنباتها العديد من الشواهد المعمارية واللوحات الفنية والعناصر المعمارية التي قلما تجدها في عمائر دينية مسيحية أخري في العالم. هذا بالاضافة لاحتواء بعضها علي مخطوطات ووثائق تاريخية قبطية بالغة الاهمية ـ أغلبها لم يدرس أو ينشر حتي اليوم, كما ان دير ابو مقار ـ او دير القديس مكاريوس يضم كنيستين الاولي هي كنيسة ابو مقار وبها حجاب به حشوات من الخشب مزخرف بزخارف بديعة من الفن القبطي وكنيسة السيدة العذراء والتي تضم3 هياكل, أما دير الانبابيشوي فيضم بين جنباته المعمودية الوحيدة في الأديرة المصرية جميعا ـ ايضا يوجد بالدير كنيسة القديس بيشوي ولها3 ابواب ـ باب في كل من جهاتها البحرية والقبلية والغربية ايضا بهذا الدير( غرفة المائدة) وهي عبارة عن حجرة مستطيلة في وسطها مائدة من حجر علي ارتفاع متر وعلي جانبيها مسطبتان لجلوس الرهبان وفي آخر المائدة يوجد كرسي في حجر ايضا للقراءة يوضع عليه الكتاب المقدس أثناء الطعام حيث يتلو منه احد الرهبان بعض فصول الكتاب المقدس أثناء تناول الرهبان الطعام علي المائدة. أما دير السيدة العذراء والمعروف بدير السريان ـ ولقد سمي بذلك لانه كان يقيم بهذا الدير رهبان سريان في وقت من الأوقات اتحدوا مع الاقباط في العقيدة والطقوس الدينية المسيحية ـ يضم هذا الدير بين جنباته العديد من الشواهد الاثرية والتاريخية منها سور علي شكل قلعة بني بأعلاه كنيسة علي اسم الملاك ميخائيل وحجابها مطعم بالعاج, ايضا يضم الدير كنيسة باسم السيدة العذراء يبلغ طولها30 مترا وعرضها12 مترا وارتفاع سقف صحنها25 مترا يغطي جدرانها كلها نقوش بارزة وبها باب كبير من الخشب منقوش بزخارف قبطية جميلة. ايضا يضم هذا الدير كنيسة أخري صغيرة باسم السيدة العذراء ينزل اليها بثلاث درجات وبها منبر مطعم بالعاج وأيقونة جميلة للسيدة العذراء وابرز ما يضمه الدير مجموعة مهمة ونادرة من انفس المخطوطات القبطية النادرة التي لا تقدر بمال. أما دير البراموس فيضم بين جنباته5 كنائس أثرية مهمة مع حجرة المائدة وهي عبارة عن حجرة مسقوفة بعقود من الطوب الاحمر. جميع هذه العناصر المعمارية والفنية والتاريخية المهمة لم تستغل الاستغلال السياحي والثقافي المهم ـ وأري أنه من المناسب جدا ان تعتني وزارات السياحة والحكم المحلي والثقافة والإعلام والخارجية بهذه المنطقة محليا ودوليا ووضعها علي خريطة السياحة العالمية ودعوة خبراء السياحة والدوليين لزيارتها وتنميتها سياحيا خاصة وانها قريبة جدا من مدينة صناعية عملاقة وهي مدينة السادات التي تضم فندقا متميزا ولو تمت دراسة مشروع تنمية وتطوير مدينتي السادات ووادي النطرون سياحيا لحظيتا بإقبال دولي وعربي كبير لتميز هاتين المدينتين بالموقع والتخطيط العمراني والمواقع التاريخية الفريدة ولمساهمتها في زيادة الدخل القومي من السياحة والتسويق. | |
|