الطفـلة الزيتـية
الطفلة الزيتية هى نوع من أنواع الطفلات يتميز باحتوائه على نسبة عالية من المواد العضوية الهيدروكربونية . وتم التعارف على تسميتها بالطفلة الزيتية ، رغم أنها تسمية خاطئة فى مدلولها حيث لاتحتوى على أى نوع من أنواع الزيوت . وتحتوى فى مكوناتها على جزء كبير من المواد العضوية تسمى بالكيروجين Kerogen . والكيروجين مادة معقدة التركيب تتكون أساسا من الكربون والهيدروجين والأكسجين ونسبة قليلة من الكبريت والنتروجين ، ويمكن تحويلها بالتسخين بمعزل عن الهواء إلى زيت وغازات هيدروكربوناية . والمادة العضوية OM (الكيروجين) تختلط فى الطفلة الزيتية بكميات متغيرة ومتفاوتة بالمادة المعدنية MM التى تكون الحبيبات الدقيقة لمعادن السليكات والكربونات بالطفلة .
الإستخدامات :
الحد الأدنى لمعايير استخدمات الطفلة الزيتية واتخاذ قرار استغلالها محكوم بتكلفة تجهيزها واستخدامها مقارنا بأسعار النفط واتجاهاته المستقبلية فى السوق العالمى وبتناقص احتياطياته أو نفادها .. ولم تثبت الجدوى الإقتصادية حتى الآن لإستخراج الطفلة بطرق التعدين تحت سطح الأرض underground mining ، كما أن تكنولوجيات تحويلها فى مكانها تحت سطح الأرض إلى زيت ثم ضخه إلى سطح الأرض in-situ retorting technologies مازالت فى دور التجارب ، ولايوجد إنتاج لها بهذه الطريقة بالعالم على المستوى التجارى[1] .
وينحصر استغلال الطفلة الزيتية على مستوى العالم من أماكن ظهورها على سطح الأرض أو قريبة منه بغطاء صخرى يسمح باستخراجها اقتصاديا بطرق التعدين السطحى، وذلك فى الإستخدامات الآتية :
· الإستخدام كوقود وكمادة خام فى صناعة الأسمنت (الأردن تستخدمه فى صناعة الأسمنت[2] ) ، وفى محطات توليد الكهرباء بالإحتراق المباشر ، وسوف تستخدمه الأردن أيضا كوقود حرارى بمحطات الكهرباء بالإتفاق مع إستونيا[3] ( إستونيا هى إحدى بلدان الإتحاد السوفييتى السابق ، وأصبحت حاليا إحدى دول الإتحاد الأوروبى – تستخدم الطفلة الزيتية منذ أكثر من 80 عاما كوقود فى محطات توليد الكهرباء ، و يصل نصيب الطفلة الزيتية إلى أكثر من 90% من إجمالى الوقود المستخدم فى إنتاج الطاقة الكهربائية بها ، وقد طورت إستونيا هذا الإستخدام بما يتفق مع الإلتزام بالمعايير البيئية ، وتصل تكلفة هذا الإلتزام حاليا إلى 16% من التكلفة الكلية[4] ) .
· الإستخدام بغرض تحويل الطفلة الزيتية إلى وقود سائل وغازى وبعض المنتجات الأخرى المصاحبة والثانوية .. والحد الأدنى للإستخدام الإقتصادى لهذا الغرض محكوم بمعيار متفق عليه هو : أن تكون نسبة مكونات المادة العضوية OM إلى مكونات المادة المعدنية MM بالطفلة الزيتية لايقل عن 0.75 OM إلى 5.0 MM كحد أدنى (وتكون هذه النسبة فى الطفلات الغنية حوالى 1.5 : 5.0 )[5] ، وأن تكون كمية الزيت المتوقع استخلاصه من كل طن طفلة أكثر من 40 لتر (أكثر من 10.5 جالون أمريكى) .
تواجد الطفلة الزيتية بمصر[6] :
توجد الطفلة الزيتية فى الصحراء الشرقية بمحافظة البحرالأحمر ، وفى الصحراء الغربية بمحافظة الوادى الجديد . وترتبط فى تواجدها بما يسمى حزام الفوسفات ، حيث تعلوا طبقاتها رواسب الفوسفات التى تمتد فى المنطقة من غرب الواحات الداخلة حتى هضبة أبو طرطور ، وكذلك فى جنوب شرق الواحات الخارجة بالوادى الجديد ، ثم يعاود ظهورها فى وادى النيل بين إسنا وقنا ، ثم شمالا عبر وادى قنا حتى تظهر فى شبه جزيرة سيناء .
قامت الهيئة المصرية العامة للمساحة الجيولوجية بالإشتراك مع خبراء من جامعة برلين ( كان يرأسه د. تريجر Dr.Uwe Trüger ) بجمع عينات من رواسب الطفلة الزيتية فى عدة مناطق بالبحر الأحمر وتم تحليلها فى ألمانيا بنظام فيشر Fischer Assay [7] ويُرمز له اختصارا فيما بعد بالحرفين FA . وفيما يلى أهم النتائج :
§ أهم مناطق وجود الطفلة الزيتية هى : هضبة أبو طرطور بالصحراء الغربية بالوادى الجديد . كما ثبت وجودها من قبل فى الصحراء الشرقية بالبحر الأحمر فى منطقة وصيف ، ومنطقة الحمراوين ، ومنطقة أبو شجيلة ، ومنطقة جبل ضوى ، ومنطقة العطشان ، ومنطقة أبو تندب . وتوضح الخريطة بالشكل رقم 1 هذه المناطق بالبحر الأحمر ، كما توضح الخريطة القيمة العظمى max FA لنتائج تحاليل العينات بكل منطقة . ويمكن تلخيص نتائج التحليل كما هو موضح بالجدول التالى :
§ تم تقدير محتوى احتياطيات الطفلة الزيتية بمناطق البحر الأحمر من الزيت تقديرا مبدئيا بحوالى 4.5 بليون برميل بسمك متوسط 25 متر لطبقات الطفلة . وقدرت الإحتياطيات بمنطقة أبو طرطور بالوادى الجديد بحوالى 1.2 بليون برميل .
ويعنينا فى هذا الشأن أن نذكر أن الدكتور "تريجر" أشار فى تقريره عام 1984 أن العينات التى تم تحليلها بنظام فيشر FA ، كان معظمها عينات قنوية core samples قديمة تم أخذها منذ 20 عاما أثناء تقييم احتياطى الفوسفات فى المنطقة ، ولم تكن محفوظة بطريقة جيدة وكانت معرضة للشمس والعوامل الجوية ، ولذلك فقد تم الإعتماد على الجزء الأسفل منها الذى كان أقل تعرضا للشمس ومحتفظا بالمادة العضوية إلى حد كبير .. وأثبتت نتائج تحليل FA أن متوسط محتوى الزيت بها هو 19 جالون /طن ، ومحتوى الغاز 3% فى المتوسط . كما مثلت العينات التى أٌخذت من مناطق ظهور طبقة الطفلة الزيتية على السطح مشكلة تمثلت فى تعرض الطبقة لعوامل التعرية مما أثر بالتالى على مكوناتها الأصلية حتى عمق عدة أمتار من سمكها ، وذلك على عكس الطفلة الزيتية فى مراكش والأردن اللتان لهما نفس العمر الجيولوجى ، حيث نجد عوامل التعرية لم تؤثر إلا فى بضعة سنتيمترات من سمكها الظاهر على السطح . لذلك لم يتم الإعتماد إلا على عدد قليل من العينات التى تم أخذها من مناطق ظهور الطفلة الزيتية فى البحر الأحمر . وتم أخذ عينات قليلة جديدة طازجة Fresh من بعض مناجم الفوسفات العاملة بالمنطقة . مما يمكن القول بناءا على ذلك أن العينات ونتائج تحليلها لاتمثل الطفلة الزيتية بدرجة ثقة معقولة ، وإنما هى تعطى مجرد ملامح واعدة لتواجدات لها تشجع على مزيد من الدراسة والتقييم .
شكل رقم (1) – المصدر : تقرير د. تريجر
الإثنين سبتمبر 24, 2012 4:05 pm من طرف المدير العام