الحياه الثقافية - الأدب
كان لقدماء ال
مصريين
أدب حقيقي ويوجد الجزء الأكبر منه مكتوبا بالمداد بخط دارج ( بالخط
الهيراطيقي ثم بالخط الديموطيقي ) ، على ورق البردي وقطع الأوستراكا ، وال
مخطوطات التي وُجدت هشة ولم يبق فيها إلا القليل من النصوص .
والمؤلفات المتنوعة المعروفة هامة ، إذ تعطي لمحة عن غزارة الإنتاج الأدبي
الحقيقية ، ومن خير ما صيغ ( أدب الحكمة ، الخيال القصصي ، وقصائد الغرام
، الموضوعات البلاغية ، النقد ، الرسائل ، وغير ذلك ) ، كما تصبح قصة حر
قصيدة بطولة ، مثل موقعة قادش التي خاضها رمسيس الثاني ، ويمكن أن يكون
أساس معبد موضوع قصة ، كما يمكن صياغة كتب التعاويذ السحرية في لغة زخرفية
رشيقة .
وتمخضت أفكار الكهنة عن قصة مؤثرة كي يؤكدوا قوة الإله (أميرة باكختان) ،
وقد نشر أمنمحات الأول مغتصب العرش ، قصة تنبؤية لكي يبرهن على حقه في
العرش ، ولما عاد "ون أمون" من رحلة عمل في
سوريا ، روى قصة مغامراته بأسلوب أوديسيوس ، وقد وصل ذوق ال
مصريين للأدب إلى كل مكان .
ولكل نوع من الأدب تقاليده وصورته وفكرته وأسلوبه ، ويعطي هذا التنوع فكرة طيبة عن المجموع ، ويلوح أن القصص في الأدب ال
مصري
القديمأكثر عدداً من الأساطير ، وأن الأخلاق الأجتماعية أعظم أهمية من اللاهوت ،
فهؤلاء القوم الغارقين في التأملات الدينية ، والعائشين في ظلال
المومياوات ، خلقوا أدباً يتناول الحياة البشرية والمسائل الجارية في كل
عصر ، فإذا ما قرأ المرء قصصهم وأغانيهم وأمثالهم ، أختفت الأشباح المظلمة
المستمدة من ديانتهم ، وأكتُشف مكانها شعب حي ملئ بالأفراح والأمال
والمخاوف ، ويبدو ال
مصري كشخص حقيقي مرح ، يهوى الحياة ، ويطرب للنكتة والفصاحة ، كما يبدو أجتماعيا ذا إحساس بالعدالة ، وداعية للأخلاق ، وكثير المراوغة .
يعتبر الأدب المرآة التي تعكس عقلية وأماني أي شعب، ويوضح مدى النضوج
الذهني وتقدم هذا المجتمع ، ويعد الكتبة أصحاب الدور الأساسي في الحياة
الثقافية في
مصر القديمة، واعتبروا
الفنانين الرئيسيين لحضارتها.
فقد كانت لهم قدرات إبداعية خلاقة مكنتهم من تحرير ومراجعة النصوص
الدينية، ومنحتهم قدرة على القيام بتأليف نصوص أدبية جديدة من حكايات وقصص
وأنواع أخرى من الأدب لم تكن معروفة.
وينقسم الأدب ال
مصري إلى أفرع منها:
الأول: الأساطير الدينية
وهي خاصة بالآلهة وما يدور بين الآلهة وبعضها وبين الآلهة والطبيعة، وهى
تشير إلى حوادث حدثت في الماضي البعيد مزجت بين حقائق وأحداث حدثت بالفعل
وبين الخيال لدى الناقل والمدون أو الكاتب وتبدل فيها وأمتزج بين أحداث
تاريخية قديمة وخرافات شطح فيها العقل ومن أهم هذه الأساطير، أسطورة إيزيس وأوزوريس، وأسطورة نجاة البشر، وأسطورة حيلة إيزيس.
ثانيا : القصص
ظهرت القصة في
مصر القديمة
لغرض القصة ذاته وليس اعتماداً على أحداث وقعت أو لتفسير بعض القضايا
المعروفة ولكن كقصة من خيال القاص أو الكاتب يكتبها من نسج خياله وقد بدأت
القصة مع بداية العصور ال
تاريخية ولقد أحب ال
مصريين القدماء القصص وحفظوها وتناقلوها من جيل إلى جيل ووجدت تشجيعاً من الملوك لكتابها ومن هذه القصص، قصة سنوحي ال
مصري، وقصة الملاح والجزيرة النائية، وقصة القروي الفصيح، وقصة الملك خوفو والسحرة، وقصة الزوجة الخائنة، وغيرها الكثير من القصص.
ثالثا : الأناشيد
كان يرددها ال
مصريين
القدماء العديد من الأناشيد في مدح الآلهة المختلفة والملوك، ومن هذه
الأناشيد، نشيد النيل الخاص بـ " حابى " إله النيل، لأفضاله على
مصر وخاصة أيام الفيضانات .
ونشيد " أخن
اتون " والذي يخاطب فيه الملك اخن
اتون لإلهه الجديد " آتون " وهو القوة الكامنة في قرص الشمس وقد كتب اخن
اتون العديد من هذه الأناشيد الجميلة.
رابعا : الأغاني والشعر
عرف ال
مصري
القديمأنواع من الأغاني الجماعية لأصحاب الحرف والمهن، ففي الحقل أثناء العمل
وجنى المحاصيل يقوم الفلاحون بالغناء، كذلك العمال والصيادين كل يعمل
ويستعين على العمل الشاق بالغناء سواء الجماعي أو فردى ويرد عليه المجموع.
وكان يوجد أيضا الأغاني الوطنية للانتصارات وعودة الجيوش من ميدان القتال مثل نشيد أو أغنية " أونى ".
وهناك العديد من أغاني الشعر ذات الوزن كان يتغنى بها الأفراد ويحرص بعض
النبلاء على تسجيلها في مقابرهم للاستمتاع بها في العالم الآخر منها أغنية
العازف على القيثارة، ومن الأغاني أيضا أغاني الحب والغزل ونلمس فيها
العفة والحنان وأكثرها يكون حوار بين فتى وفتاة يبث لكل منهم مشاعره للأخر
، ومنها ما يتناول جمال الطبيعة من نيل وحقول وأشجار وطيور تنم عن مدى رقة
أحاسيس ال
مصريين القدماء، ومعظم هذه الأغاني مكتوبة على
أوراق البردي .