الجيولوجيون يشهدون "مولد محيط" في إثيوبيا قال العلماء إنهم شهدوا ما يحتمل في أن يكون مولدا لحوض محيط مستقبلي ينمو شمال شرق إثيوبيا.
وشاهد الفريق صدعا يبلغ عمقه ثمانية أمتار تشكل على اليابسة خلال ثلاثة أسابيع فقط في صحراء عفار بالمنطقة في سبتمبر/أيلول الماضي.
ويقول العلماء إن هذه الصدع خطوة أولى وصغيرة جدا في انفصال طويل المدى يشق
شرق إثيوبيا عن باقي القارة الإفريقية، بما يعتقدون انه سيشكل بحرا هائل
الحجم.
وقال الفريق البريطاني الإثيوبي انه ذهل من السرعة التي تكون بها الصدع الذي يبلغ طوله الآن 60 كيلومترا.
وقالت سيندي ايبنجر من جامعة هولواي الملكية في لندن "انه أول حدث كبير
نشاهده يتطور بهذه الطريقة في منطقة صدعية منذ أن بدأنا استخدام بعض
التقنيات المتقدمة المعتمدة على المراقبة من الفضاء. والمعلومات التي
اتاحتها هذه التقنية زودتنا بمتابعة دقيقة ومفصلة لما يحدث، ومعرفة الطريقة
التي تعمل بها الأرض بشكل رائع".
قوى الأرض :
وفي الماضي البعيد، تشكلت محيطات مثل الأطلسي بانفصال قارات عملاقة عن بعضها البعض.
وبالفعل، تستمر قارتي أمريكا الشمالية وأوروبا حتى الآن في التحرك في اتجاه معاكس ولكن بمعدل يوازي نمو الأظافر البشرية.
وقد أدرك الباحثون منذ وقت طويل أن منطقة عفار، وهي منخفض غير قابل للسكنى
في شمال شرق إثيوبيا، متأثر بقوى مشابهة في فترة جيولوجية حديثة.
وقد بدأ التكون بوقوع زلزال قوي في الرابع عشر من هذه الشهر تلته عدة توابع.
وتفسر ابينجر أن "بعد مرور أسبوع من تتابع هذه الأحداث، وقعت ثورة بركانية،
وقذف الكثير من الرماد البركاني وبدأت صدوع تظهر في الأرض، وصل اتساع
بعضها لأكثر من متر".
وتكمل الباحثة "باستخدام تقنيات الأقمار الصناعية تابعنا ما يحدث لطبقات
الأرض من تغيرات، وبعد شهر، استطعنا رؤية صدع طوله 60 كيلومترا بعمق ثمانية
أمتار في الوسط، على ما يبدو أننا شهدنا مولد حوض محيطي جديد".
والخطوة هي جزء صغير مما يتطلبه تكون محيط كامل، وهي العملية التي تستغرق
ملايين السنيين لتكتمل، وفي بعض المناطق الأخرى بدأـ ذات الخطوات ولكنها
تجمدت بعد ذلك.
إلا أن تكون الصدع في سبتمبر أيلول الماضي وصف بأنه غير مسبوق في التاريخ
العلمي، بما أعطى فرصة فريدة لإجراء المزيد من الأبحاث والدراسات.
( المصدر موقع البي بي سي العربية )