عاش لوط(عليه السلام) في نفس زمن إبراهيم عليه السلام
مرسلاً إلى بعض الأقوام المجاورة لإبراهيم،
كان هؤلاء القوم اشرار
عندما نصحهم لوط بأن يقلعوا عن الشر
وأنذرهم بطش الله وعقابه، كذبوه وأنكروا نبوته ورسالته،
وتمادوا في شرورهم وفي النهاية هلك القوم بما وقع عليهم من كارثة مريعة[/color].
في العهد القديم يشار إلى المنطقة التي أقام فيها لوط على أنها سدوم،
وحيث إن هذه المنطقة تقع إلى الشمال من البحر الأحمر
، فقد كشفت الأبحاث أن الدمار قد لحق بها تماماً
الدراسات الأثرية أن تلك المدينة كانت في منطقة البحر الميت
التي تمتد على طول الحدود الأردنية الفلسطينية.
يقول عالم الآثار الألماني وورنر كيلر:
غاص وادي سديم الذي يتضمن سدوم وغوموراه مع الشق العظيم،
الذي يمر تماماً في هذه المنطقة، في يوم واحد إلى أعماق سحيقة،
حدث هذا الدمار بفعل هزة أرضية عنيفة صاحبتها عدة انفجارات،
وأضواء نتج عنها غاز طبيعي وحريق شامل
في الحقيقة، تعتبر منطقة البحر الميت، أو بحيرة لوط،
منطقة زلزالية نشطة، أي منطقة زلازل.
وهو يقع في صدع تكتوني متجذر، ويمتد هذا الوادي 300كم
على طول الوتر الواصل بين بحيرة طبريا شمالاً الى منتصف وادي عربة جنوباً
و الآية: ( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّنْ سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ )
تعني حدوث انفجار بركاني على ضفتي بحيرة لوط،
ولهذا كانت الحجارة التي انطلقت ( مِنْ سِجِّيل ) تعرض الآية 173من سورة
الشعراء لنفس الصورة: ( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ
المُنذَرِينَ ).
وعن ذلك يقول وورنر كيلر:
"تحررت القوى البركانية التي كانت هامدة في الأعماق
على طول الصدع من ذلك الغور، ولا تزال فوهات البراكين الخامدة تبدو ظاهرة
في الوادي العلوي من الضفة الغربية، بينما تترسب هنا الحمم البركانية
وتتوضع طبقات عميقة من البازلت على مساحة واسعة من السطح الكلسي
تدل هذه الحمم المتحجرة وطبقات البازلت على تعرض هذه المنطقة
إلى هزة عنيفة وبركان ثائر في زمن من الأزمنة،
وتبدو هذه الكارثة بالسياق القرآني ( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّنْ سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ )
فالقرآن يشير، على أغلب الظن إلى هذا الانفجار البركاني، والله أعلم.
وقوله تعالى: ( فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنا عَالِيَهَا سَافِلَهَا ) يشير إلى وقوع الزلزال
الذي استثار البركان لينفجر على سطح الأرض ليترك آثاراً مدمرة وشقوقاً وحمماً،
والله أعلم.الدلائل البينة والآيات الواضحة التي تظهر في بحيرة لوط مثيرة للغاية،
بشكل عام تقع كل الأحداث التي يرويها القرآن
في الشرق الأوسط، الجزيرة العربية ومصر،
في منتصف هذه المناطق تماماً تقع بحيرة لوط.
قد أثارت بحيرة لوط والمناطق المجاورة لها اهتمام الجيولوجيين، إذ تنخفض هذه البحيرة 400 متراً عن سطح البحر الأبيض المتوسط،
وبما أن أخفض نقطة في هذه البحيرة تغوص حتى 400 متراً عن سطحها،
إذن فقاع البحيرة يكون بانخفاض 800 متراً عن سطح البحر،
وهذه أخفض نقطة على وجه الأرض،
لا يتعدى عمق المناطق المنخفضة عن سطح البحر في البحر أكثر من 100 متراً.
الخاصية الأخرى التي تختص بها هذه البحيرة دون غيرها هي الكثافة الملحية فيها والتي تبلغ 30% ،
ولا تسمح هذه النسبة لا تسمح لأي نوع من الكائنات البحرية مثل الأسماك، الطحالب، الإشنيات وما إلى ذلك بالعيش فيها ،
ولهذا سميت بالبحر الميت "Dead Sea" في الأدب الغربي
وحسب التقديرات: فإن قصة قوم لوط التي يرويها القرآن تعود إلى 1800 قبل الميلاد،
لاحظ كيلر من خلال دراساته الجيولوجية والأثرية أن مدينتي سدوم وغومورا كانتا تقعان في وادي سديم
الذي كان يشغل النهاية القصوى والأكثر انخفاضاً من بحيرة لوط،
وأن هذه المنطقة كانت من أكثر المناطق سكاناً في هذه الأرض.
من أكثر الخصائص البنيوية لهذه البحيرة هو ذلك الدليل الذي يظهر واقعة الدمار كما رواها القرآن.هناك قسم يشبه اللسان يشكل شبه جزيرة في شرقي بحيرة لوط،وهو يمتد
داخل البحيرة وقد أطلق العرب على هذا القسم أسم "اللسان
,وهو يقسم قاع البحيرة تحت الماء الى قسمين
,ولا يبدوا هذا ظاهراً للعيان فوق اليابسة
ومع أن القاع في يمين شبه الجزيرة هذه هو على عمق 400 م,
الا أن الجانب الأيسر منها ضحل الى درجة محيرة.
وقد أظهر السبر الذي أجري منذ عدة سنوات أن عمق الماء هنا يزيد عن 15 - 16 م،
هذه المنطقة الضحلة تشكلت فيما بعد تكونت نتيجة الزلازل
وما تبعتها من ترسبات للانهيارات الكبيرة التي حدثت في أعقابها
.وهذه المنطقة هي منطقة سدوم وعامورا التي عاش فيها قوم لوط
لاحظ وورنر كيلر هذا الجزء الضحل، الذي اكتُشف أنه قد تشكل فيما بعد،
أنه حصل نتيجة الهزة الأرضية والانهيار الكبير الذي أحدثته هذه الهزة،
هذه المنطقة هي التي كانت تشغلها سدوم وغومورا، أي: مسكن قوم لوط.
كان من الممكن في القديم الانتقال من هنا إلى الضفة المقابلة مشياً على الأقدام.
أما الآن فإن الجزء السفلي من البحر الميت يغطي مدن سدوم وعامورا
الموجودتان في وادي سديم.ونتيجة لانهيار القاعدة
بسبب كارثة طبيعية مرعبة حدثت في الألف الثاني ق.م
اندفعت المياه المالحة من الشمال إلى هذا الفراغ والتجويف الحادث
وملأت هذا القسم تماماً.
قامت الأقمار الصناعة الأمريكية بتصوير قاع البحر فكشفت الصور ست نقاط على
شكل مستطيل هي عبارة عن قرى مغمورة تحت البحر الميت يعتقد أنها قرى نبي
الله لوط عليه السلام
كما قامت إحدى الغواصات البريطانية الصغيرة بمسح قاع البحر الميت فكشفت
وجود عدة بروزات كبيرة مغمورة بطبقة سميكة من الملح يعتقد أنها قرى نبي
الله لوط عليه السلام
بقايا من الأشجار القديمة عليها ترسبات ملحية تمتد في إحدى أطراف البحر الميت الضحلة
تبدو آثار قوم لوط واضحة...
عندما تبحر في قارب عبر بحيرة لوط إلى أقصى نقطة جنوباً،
وعندما تكون الشمس مرسلة أشعتها باتجاه اليمين، سترى شيئاً مذهلاً،
على بعد معين من الشاطئ، وتحت ماء البحر الصافي
تظهر حدود الغابات التي حفظتها ملوحة البحر الميت بشكل واضح:
أغصان قديمة جداً، وجذور ضاربة في القدم تحت المياه الخضراء المتلألئة.
وادي سديم... أجمل أماكن تلك المنطقة في ذلك الزمن،
حيث كانت هذه الأغصان والأشجار خضراء يانعة ذات يوم والورود متفتحة..
.
تكشف الأبحاث الجيولوجية عن الناحية الديناميكية لكارثة قوم لوط،
تقول هذه الدراسات: إن الزلزال الذي دمر القوم
جاء نتيجة لتشكل صدع طويل في الأرض (خط التصدع)
على بعد 190 كم ليشكل حوض نهر الشريعة،
يشير انحدار نهر الشريعة نزولاً حوالي 180 كم،
بالإضافة إلى انخفاض البحر الميت بمقدار 400 متر عن سطح الأرض
إلى أن حادثاً جيولوجياً على جانب من الأهمية قد اتخذ مجراه في حقبة من الزمن .صورة للبحر الميت عبر الأقمار الصناعية
يبدأ الصدع من مناطق جبال طوروس ويمتد جنوباً حتى بحيرة لوط،
ثم يواصل امتداده خلال الصحراء العربية ليصل إلى خليج العقبة،
ثم يستمر عبر البحر الأحمر لينتهي في إفريقيا،
وعلى امتداد هذا الصدع لوحظت أنشطة بركانية،
حيث يمكن ملاحظة الحجارة البازلتية والبركانية في جبل الجليل في فلسطين
وفي المناطق المنبسطة والمرتفعة من الأردن وفي خليج العقبة والمناطق المجاورة.
تدل هذه الآثار والمعلومات الجيولوجية مجتمعة على أن بحيرة لوط
قد شهدت كارثة جيولوجية مخيفة،
كتب وورنر كيلر:غاص وادي سديم الذي يتضمن سدوم وغومورا مع الشق العظيم،
الذي يمر تماماً في هذه المنطقة، إلى أعماق سحيقة في يوم واحد،
حدث هذا الدمار بفعل هزة أرضية عنيفة صاحبتها عدة انفجارات،
وأضواء نتج عنها غاز طبيعي وحريق شامل،
تحررت القوى البركانية التي كانت هامدة في الأعماق
على طول الصدع من ذلك الغور، ولا تزال فوهات البراكين الخامدة
تبدو ظاهرة
في الوادي العلوي من الأردن قرب باشان،
بينما تترسب الحمم البركانية وتتوضع طبقات عميقة من البازلت
على مساحة واسعة من السطح الكلسي،
تدل هذه الحمم المتحجرة وطبقات البازلت على تعرض هذه المنطقة إلى هزة عنيفة وبركان ثائر ).بقايا المدينة التي انزلقت إلى بحيرة لوط، والتي عثر عليها على ضفاف البحيرة
وتدل هذه البقايا على أن قوم لوط كانوا على مستوى معيشي راقي
أما مجلة "ناشونال جيوغرافي National Geographic"الجغرافية
فقد حررت هذه المعلومات في كانون الأول من عام 1957:
يرتفع قمة جبل باتجاه البحر الميت ، لم يجد أحد حتى الآن المدن المدمَّرة: سدوم وغومورا،
إلا أن الباحثين يرون أنهما كانتا في وادي سديم أمام المنطقة الصخرية،
قد تكون مياه البحر الميت غمرتهما بعد زلزال مدمر