النــــــــــوبة الفرعونية
يقع أقليم النوبة جنوب مصر وهو شمال السودان على ضفتى النيل وله تاريخ يمتد إلى خمسة ألاف سنة .ويقع هذا الأقليم اليوم ما بين أسوان والخرطوم العاصمة السودانية ويحدها البحر الحمر من الشرق والصحراء الليبية من الغرب وأشتهر سكان هذه المنطقة بممالك ذى حضارات متقدمة
الجزء الشمالى من النوبة مع الحدود الشمالية عند شلال أسوان عرفت بأسم واوات Wawat
وفى الطرف الجنوبى عند الشلال الثانى ( بحيرة ناصر الآن ) عرفت عند المصريين بأسم بلاد كوش Cush - وعرفت بأسم أثيوبيا Ethiopia عند اليونان القدماء Greek
وأسم النوبة "Nubia" فيعنى باللغة القبطية نوب "nob" وتعتبر منطقة النوبة هى المنطقة التى كان قدماء المصريين يجلبون الذهب من مناجمها لهذا أطلقوا عليها ارض الذهب
The most known examples of Nubian state structures is the local kingdom of Cush, and the Cushite dynasty ruling over Egypt for 60 years in the 8th and 7th centuries BCE.
The inhabitable areas of Nubia of ancient times was at one time too narrow to sustain strong states, and at the same time Nubia was so close to the rich Egypt that it saw numerous invasions.*************************************************************************************
تمتد جذور العادات المسيحية إلى العصور المسيحية التى كان يؤمن بها جدود السودانيين قبل إرغامهم عن طريق الحرب إلى إعتناق الإسلام والأب الدكتور جيوفانى فانتينى فى مؤلفه القيِّم (تاريخ المسيحية فى الممالك النوبية القديمة والسودان الحديث) (1) .وقال كمال الجنزولى : قام بتدوين ورصد بعض العادات السودانية التى ترجع إلى العصور التى كانت السودان كلها تدين بالمسيحية .
1- المعمودية وفرحة الإيمان بدخول الطفل إلى المسيحية (1) .وقال كمال الجنزولى : "حرص الأهالى من المستعربين المسلمين فى أغلب المناطق النيليَّة بين وادى حلفا والخرطوم على ممارسة طقس أربعين المولود الجديد ، حيث تحمله الأم إلى النهر ، ترافقها زفة من النساء يغنين ويزغردن ويلوِّحن بأغصان النخيل ، فتغسل وجهها ويديها ورجليها ثم تفعل الشئ نفسه للوليد. ولهذه الممارسة أصل فى ما يعرف عند المسيحيين بعماد الطفل بالغطاس ، وفى تقليد أربعين الولادة كما رسمه (سفر اللاويِّين) ، وما يزال متبعاً فى بعض الكنائس الشرقيَّة بمصر وأثيوبيا ، وربما أدمجت فيه طقوس مسيحيَّة أخرى كطقس (دخول الوالدة إلى الكنيسة).
وشبيه بهذا طقس (ماريا) ، بعد الولادة بيومين أو ثلاثة ، حيث تحمل القابلة الوليد فى زفة مماثلة ، فى بعض قرى النوبيين (الحلفاويين والسكوت والمحس والدناقلة) ، وتحمل امرأة أخرى طبقاً مصنوعاً من الأعشاب توضع فيه أدوات التوليد ، ونفايات البيت ، وقرص من الخبز ، فيرمى هذا الطبق بمحتوياته فى النهر . ثم بعد الفراغ من عملية غسل وجه ويدى ورجلى الوليد ، أو تغطيسه فى الماء مع ترديد عبارة "أغطسك غطاس حنا" ، تبركاً بيوحنا المعمدان ، تعود الزفة بشئ من ماء النهر ليحفظ فى البيت بضعة أيام قبل دلقه. وأصل هذا التقليد موجود فى طقس رتبة المعموديَّة ، وفى نقل المسيحيين بعض الماء المبارك لحفظه فى البيوت.
ويُضحَّى فى مثل هذه المناسبة بذبيح لا يكسر منه عظم. كما يُطبع على جدار البيت رسم كفٍّ مغموسة فى دم الضحية. ويرى الأب فانتينى فى ذلك أثراً من ذبح الحمل الفصحى عشيَّة الفصح المجيد كما ورد فى العهد القديم. أن (كفَّ الدَّم) هذه ما تزال تطبع طلباً للبركة ، وأكثر ذلك على أبواب العقارت والسيارات المشتراة حديثاً.
وفى بعض قرى الشمال يستدعون طفلاً حسن الأخلاق ، ويجعلونه يمضغ بعض التمر قبل أن يطلبوا إليه مس شفتى الوليد بلسانه ، أملاً فى أن تنتقل إليه الأخلاق الحميدة مع حلاوة البلح. وفى هذا أيضاً أثر من التقليد الكنسى الذى يُطلب بموجبه عرَّاب (أشبين) لمعموديَّة الوليد يضمن له تربية مسيحيَّة حال وفاة والديه أو غيابهما.
2 - الإستغاثة بالقديسة العذراء مريم وفى حال تعسُّر الولادة فى بعض قرى النوبيين تستغيث النساء ابتهالاً ، باللغة النوبيَّة ، لماريا (السيدة العذراء) لتيسير الأمر على الأم.
3 - إستعمال إشارة الصليب وقال السيد ابراهيم احمد (السودان فى رسائل ومدونات Sudan Notes and Records) ، عام 1938م : " أن الأطباق التى يزيِّن بها النوبيون واجهات منازلهم لإبعاد ( العين الشريرة - عين الشيطان ) تشكل ، فى حقيقتها ، إشارة الصليب " .
ويرسم أهل المصاب بمرض خطير ، فى بعض مناطق جبال النوبا ودارفور ، إشارة الصليب بزبل البقر على صدره.
وأيضاً إذا ذهبت أم بطفلها إلى مكان لم يزره من قبل ، ترسم على جبينها وعلى جبين الطفل إشارة الصليب ، ويسمونه (برشام) فى بعض لغات الفور (السودان فى رسائل ومدونات ، 1928م).
كما يشمل احتفال الزفاف عند بعض الفور ذبح ضحية ، وقيام شيخ القرية برسم إشارة الصليب بدمها ، أو ببعض الدهن ، على جبينى العروسين ، فى طقس أشبه (بحفلة الاكليل) عند المسيحيين. ويعاد هذا الطقس على العروسين عندما يرزقان بطفل. وفى اليوم السابع للولادة ، عند بعض الفور أيضاً ، ترسم إشارة الصليب بالكحل على جبين الوليد.
أما قبائل جنوب النيل الأزرق فتمارس طقس رسم إشارة الصليب بفحم الحطب على جبين الوليد ، وبالتراب على صدور الفتيان المرضى أو المصابين بالاعياء كما يحدث فى قرى مصر .
مستعربين مسلمين كثر اعتادوا أن يعلقوا بما يسمى (المشاهرة) على الحائط مباشرة فوق رأس الأم النفساء طوال مدة رقادها ، والصليب مكون أساسى لها
4- الأسماء المسيحية فى النوبة والسودان - نلاحظ أن أسماء النوبيون يدخل فيها أسماء هي أقرب إلى المسيحية مثل :- إسحاق وإلياس وبنيامين وعيسى وموسى ومريم وسُفْرة وغيرها.
ونلاحظ أيضاً أسماء بعض القرى التى يرجع أصلها إلى العصر المسيحي . والاسماء واضح أنها قبطية رغم أن له قراءات أخرى. فمثلاً :
قرية المحرّقة، واسمها يقترب اسم دير المحرّق بالصعيد المصري .
وقرية ماريا. وفي قرية توماس نجد نجع ماريا.
ونجع "بهجورة" بتعطيش الجيم. وفي صعيد مصر قرية "بهجورة" بدون تعطيش الجيم . وقد خرج من هذه القرية الأديب السكندري الصعيدي نعيم تكلا رحمه الرب ، وايضاً جورج البهجوري الفنان الشهير .
وفي قريته بهجورة توجد عائلة سمراء . ولا يعلم أحد من أين أتت هذه العائلة ؟ هل هذه العائلة فى الأصل من قرية بهجورة الصعيدية وهاجر أحد من هناك إلى قرية توماس، أم العكس ؟
وأسم توماس جرس مقارب لاسم توماس المسيحي ، رغم أن هذا له أكثر من قراءة. مثلاُ "تو" أي الابن أو الأرض، و"ماس" أي الطيب، فيكون اسم القرية الابن الطيب أو الأرض الطيبة، لكن اسمها المسيحي لا يمكن إغفاله. وقرية أمباركاب، أي الأنبا ركاب. وهكذا يمكنك أن تقرأ الأسماء القبطية باللغة العربية التى أطلقت على القرى النوبية
وبالرغم من أن أصل قبائل النوبيين ضارب فى التاريخ الفرعونى المصرى وهذا يكفيهم فخراً
ولكننا نجد فى العصور العربية كان هناك قطاع طرق من العرب أطلقهم حكام مصر فى هذه المناطق ليستلبوا ثروتهم وقتلوا رجال النوبة وأخذوا نسائهم سرايا ونكحوهم , وبدلاً من خجل قبائل النوبة مما حدث لجداتهم نجدهم يتفاخرون بإنتمائهم للعرب المسلمين الذين نكحوا نسائهم فقبائل البشارية تدّعي أنها من سلالة بشّار بن كاهل من قبيلة الكواهله التي تنحدر من نسل الزبير بن العوام ، وقد يقولون. أنهم من نسل بشر بن مروان بن اسحق بن ربيعة.
أما قبائل العبابدة يدّعون أنهم من سلالة عبّاد الثالث وهو من حفدة الزبير بن العوّام "أيضاً!" مع أنه فى الحقيقة أن البشارية والعبابدة أصولهما من قبائل البِجّة التي وازت الفراعنة والنوبيين في بدايات سلم الحضارة، وتداخل نسبهم من النوبة قديماً. والبجة لهم شبه بالمجموعة ما قبل الأسرات المصرية. ولهم تاريخ مرصود وأطلقوا عليهم قديماً اسم البليميين،
وقبائل ميجاوي وهي كلمة فرعونية تعني الرجل المحارب، وهذا فخر كبير. وهم حاميون ويقال أنهم من سلالة أولاد كوش بن حام مثل النوبيون.
حدث اتحاد في بلاد النوبة بين الممالك النوبية وهي مملكة نوباتيا وعاصمتها فرس في النوبة السفلى بين الشلال الأول والثاني ومملكة مقرة عاصمتها دنقلا في النوبة الوسطى بين وادي حلفا وأبو حمد ومملكة علوة عاصمتها سوبا في النوبة العليا ونوباتيا قامت عام 540م على يد الملك سليكون وفي البداية اتخذ العاصمة في كلابشة ثم انتقل الى بلاد فرس على حدود السودان واما النوبة العليا عندما سقطت عام 1404 مملكة علوة على يد الفونج انتقلت العاصمة الى سنار لتسمى المملكة الزرقاء.
قاد شمس الدين أخى صلاح الدين الأيوبى بحملة حربية بالهجوم على بلاد النوبة وقامت بتخريب واسع النطاق شمل دير القديس سمعان ياسوان وكنيسة ابريم بالنوبة , وسبى أهالى تلك المنطقة وأسرو الأسقف القبطى المصرى وباعوه عبداً كما باعوا الباقيين فى أسواق العبيد
وحينما قام علماء الآثار بعملية إنقاذ آثار النوبة قبيل بناء السد العالى عثروا خلال حفرياتهم على بقايا كنيسة أبريم كما عثروا على عدد من الكنائس بعضها أطلال وبعضها يكاد يكون سليما وهذا دليل على تحطيم بعضها وفقدان الكنائس الأخرى شعبها لأن الحملة الحربية الإسلامية باعتهم فى أسواق النخاسة .. راجع كتاب سوريال عطية عن تاريخ المسيحية الشرقية ( ابللغة الإنجليزية ) ص 95
عثرت البعثة البولندية للآثار برئاسة البروفوسير كازيمير ميخالوفسكى (1) Prof Kozimiers michalowsk أثناء تنقيبهم فى منطقة النوبة ليحاولوا إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الآثار فى المنطقة التى ستغمرها مياة النيل بعد الإنتهاء من بناء السد العالى فى بلدة فراس (2) Faras وقف المنقبون مذهولين عندما وجدوا أمامه كنيسة نوبية كاملة وقد زينت جدرانها بالأيقونات الملونة التى حفظت الرمال وهواء الصحراء الجاف بهائها , حتى ليتخيل المرء أن العمال قد أنتهوا تواً صناعتها .
وقد بدأت البعثة البولندية تنقيبها على أثر النداء الذى وجهته هيئة اليونسكو إلى العالم لإنقاذ آثار النوبة سنة 1960 م .. وفى فبراير سنة 1963م عثرت على هذه الكنيسة وغيرها من الاثآر المسيحية النوبية القبطية , كما لاحظت البعثة أن بعض هذه الكنائس كانت أصلاً معابد فرعونية لأن الأيقونات المسيحية كانت محاطة بزخارف فرعونية هيرغلوفية أو بصور الالهة القديمة ربما كانت هذا الأمر فى المرحلة الأولى من التحول إلى المسيحية فى النوبة .
ونشرت هذه الإكتشافات الأثرية فى جميع الصحف العالمية ومن بينها صنداى تايمز (3) The Sunday Times Magazine - July 14- 1963 pp1-11راجع أيضا قصة الكنيسة القبطية الكتاب الثالث د/ أيريس حبيب المصرى ص 90- 91 وذكرت الصنداى تايمز أن الأيقونات التى تم العثور عليها أيقونات بيزنطية , وقالوا أن النوبة ظلت على صلتها ببيزنطه وأنقطعت صلتها بمصر !! وأن بيزنطة هى التى بشرت النوبة بالمسيحية , وكان التناقض واضحاً فى كلمات نفس المقال لأنهم قالوا : أن كنيسة مصر القبطية أرسلت بعثات تبشيرية للنوبة ..
إلا أنه يمكن القول أن الفن البيزنطى هو إحدى فنون الأيقونات التى تميز عائلة الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية , وهم حوالى 11 كنيسة أرثوذكسية تجمعها هذه الكلمة , ولشهرة وأوربية الكنيسة البيزنطية لأنها كانت مركز الأمبراطورية البيزنطية أطلق على فن الأيقونات بالفن البيزنطى , وكل كنيسة لها طقسها وفنها المتميز عن الكنيسة الأخرى وهذا راجع إلى الحس والثقافة الوطنية لهذا نجد تشابها فى النظام العام لفن الأيقونات فى الكنائس الشرقية الأرثوذكسية ولكن فى التفاصيل الدقيقة نجد هناك إختلافات كثيرة من ناحية المقاييس بين الوجه والجسم والألوان وطبخها وغيرها من التى يستخدمها فنانوا كل كنيسة , لهذا نجد إختلافاً كبيراً بين فن الأيقونات فى الكنائس اليونانية الأرثوذكسية البيزنطية , وفن الأيقونات فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وحتى فن الأيقونات فى الكنيسة النوبية التابعة للكنيسة القبطية تختلف عنهما