حادث تونگوسكا أشجار محترقة ومتساقطة، صورة من البعثة الثانية لليونيد كوليك 1927.
أشجار أخرى متساقطة.
انفجار تونگوسكا كارثة حلت في الساعة 7:17 يوم
30 يونيو 1908 في الموقع
60°55′N 101°57′E / 60.917, 101.95الإحداثيات:
60°55′N 101°57′E / 60.917, 101.95 بالقرب من
نهر تونگوسكا في بودكامينايا (افينكيا،
سيبيريا في
روسيا). خلفت ظاهرة تونگوسكا أكثر من 30 من الفرضيات والنظريات حول حقيقة ما وقع، بدا بعضها معقولا ومقبولاً كاصطدام
مذنب بالأرض وبعضها الاخر غير منطقي كأنفجار سفينة فضائية أو
طبق طائر فوق المنطقة.
Approximate location of the Tunguska event in
Siberia بعثات
أولى البعثات العلمية الروسية لاستبيان ما حدث نظمت بعد نحو 19 عاماً على الحادثة، ولم يغامر العلماء في استكشاف المنطقة المنكوبة إذ ترددوا في الذهاب إلى منطقة مليئة بالمستنقعات وبعيدة جداً، وفي نهاية الامر عندما وصلوا إليها اذهلهم منظر الدمار الشاسع الذي شاهدوه، إذ كانت الاشجار المتفحمة ملقاة في صفوف على امتداد الأفق. وبحثوا دون جدوى عن
فوهة بركانية في المنطقة محاولين العثور على شظايا
نيزك أو كويكب أو جرم فضائي ولكنهم لم يعثروا على شيء.
الجيولوجي
ليونيد كوليك) من
الأكاديمية السوفياتية للعلوم كان أول من زار الموقع في العام
1927 سمع من شهود عيان في قرى مجاورة تحدثوا عن مشاهدتهم لكرة نارية تخترق صفحة السماء بضجيج مرعب اعقبها انفجار دفع الناس إلى القفز مذعورين. وفهم كوليك بان شيئاً غير مسبوق قد حدث في المنطقة وكانت الاشجار هي الدليل الوحيد على حدوثه.
وخلال السنوات الاربع عشرة اللاحقة للانفجار ارسلت 4 بعثات استكشاف أخرى إلى تونغوسكا برئاسة كوليك، وصوّرت الاشجار المسواة بالأرض وجرى البحث داخل المستنقعات
والبرك المائية عن شظايا النيزك دون جدوى ومن بين عشرات الشهادات التي تم تسجيلها ظهرت روايات متناقضة. فقد أكد تقريباً نصف الشهود انهم شاهدوا كرة نارية تحترق شمالاً، في حين أكد آخرون بأنها سارت عبر مسرب غربي أو شمالي غربي، وعلى الرغم من هذا التناقض بدا كوليك مقتنعاً بان نيزكا هو الذي تسبب بهذا الدمار.
ومات كوليك في العام
1942 كسجين حرب وتوقفت البعثات الاستكشافية. ولم يزر أحد المنطقة حتى أواخر
الأربعينيات حين قدم
الكسندر كازانتسيف، وهو مهندس من الجيش الروسي، قصة قصيرة في العام
1946 افترض فيها انه لا يمكن ان يكون هذا الدمار الشامل من فعل نيزك ولكنه تم بسبب
انفجار نووي، وبما ان الإنسان لم يكن عام
1908 قد توصل إلى التفجير النووي فلا بد ان يكون السبب سفينة فضائية أو طبق طائر متفجر. أعيد نشر هذه القصة في
الاتحاد السوفيتي مرات عدة وحاول علماء سيبيريا الشبان التثبت من صحة هذه النظرية التي وضععت في كتاب حمل عنوان "ضيف من الفضاء A" Visitor from Outer Space) وتوقعوا حل هذا اللغز في غضون عامين ولكنهم كانوا مخطئين. وتم إرسال بعثتين علميتين إلى المنطقة في عامي
1959 و1960، بهدف البحث عن دليل الارتفاع المستوى
الاشعاعي وتنقيب الموقع بحثاً عن شظايا شهاب متفجر دون أن يتم العثور على اي دليل مادي، ما دفع العلماء إلى الافتراض بان المسألة اعقد مما يتصورون، وظل الغموض يكتنف الموضوع لمدة عقدين كاملين خصوصاً أن المنطقة اغلقت وحظرت على الاجانب لإجراء بحوث فيها تتعلق بالتكنولوجيا العسكرية السوفيتية.
[1] نظريات كرس المهندس يوري لافبين اثنتي عشرة سنة من حياته للبحث عن اثر «نيزك تونگوسكا» وهو يعتقد انه القى الضوء على أحد أكبر ألغاز القرن العشرين رغم الشكوك في الاوساط العلمية. ويترأس لافبين مؤسسة «ظاهرة تونغوسكا الفضائية» في كراسنويارسك. وتضم هذه المؤسسة خمسة عشر متحمسا من علماء الجيولوجيا والكيمياء والفيزياء، إضافة إلى متخصصين في علم المعادن، وهم يقومون منذ عام
1994 بتنظيم بعثات علمية إلى مكان الكارثة. وبحسب فرضية لافبين فان اصطداما وقع بين
مذنب وصحن طائر غامض على علو 10 كيلومترات مما تسبب بالكارثة.
ويؤكد لافبين وفريقه انهم عثروا خلال احدى البعثات اواخر يوليو (تموز) الماضي على ضفاف بودكامينايا تونگوسكا بين قريتي بايكيت وبوليغوس تحديدا، على حجرين اسودين غريبين بشكل مكعبين متساويي الاضلاع، إذ يبلغ ضلع كل جهة منهما 5.1 متر. وقال لافبين ان هذين الحجرين «ليسا كما هو ظاهر من اصل طبيعي» بل يبدو انهما خرجا من ألسنة لهب و«تذكر مادتهما بسبيكة تستخدم في بناء صواريخ إطلاق فضائية، في حين لم يكن هناك في مطلع القرن العشرين سوى طائرات مصنوعة من الخشب المعاكس». ويعتقد الباحث ان الحجرين يمكن ان يكونا من بقايا صحن طائر أو حتى مركبة فضائية من خارج الأرض. لكنه يقر في الوقت نفسه بأن دراسة الحجرين لم تبدأ بعد. واعلن لافبين عن اكتشاف آخر وهو العثور على حجر أبيض ضخم «بحجم مزرعة» مغروسة في قمة صخرة وسط التيغة التي اكتسحها الخراب.
[