استشعرت
جين كاروثرز، طبيبة العيون بمدينة فانكوفر في كندا، قوة تأثير حقن
البوتوكس عام 1987، عندما اشتكت مريضة تعالج من تشنجات في عضلات الوجه من
أن كاروثرز قد أغفلت جزءا من وجهها. قالت السيدة: «كل مرة تعالجني فيها،
أحصل على تعبيرات وجه جميلة وهادئة». هنا دق ناقوس في عقل كاروثرز.
عرفت
كاروثرز، المتزوجة من اختصاصي في الأمراض الجلدية وفي الجراحة التجميلية
للعيون، أن «تجاعيد الجبهة» التي تظهر بين الحاجبين صعبة العلاج. لكن ماذا
إذا استخدمنا البوتوكس؟
دفع ذلك السؤال الزوجين لسنوات من التجارب
والبحث، وبعد ذلك بعشرة أعوام وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على
استخدام البوتوكس في علاج تجاعيد الجبهة.
علاج تجميلي*
على مدار هذا العقد، أحدث سم البوتولينوم، كما يطلق عليه، تغييرا جذريا في
عمل اختصاصيي الأمراض الجلدية وجراحي التجميل، كما ساهم في توسيع نطاق
استخدام عمليات التجميل بين الجمهور.
وتقول سوزان وينكل، رئيسة الجمعية
الأميركية لجراحة الجلد: «لقد زاد ذلك من عدد الجراحات التي نقوم بها، وهو
ما يجذب العديد من المرضى. وعندما تقابل المريض، عليك أن تخبره بالأساليب
العلاجية الأخرى المتاحة، التي قد لا يعلم عنها شيئا».
وكانت معالجة حول
العين والطرف المفرط للعين واضطرابات عضلات العنق تمثل تجارة تحقق أرباحا
قيمتها 90 مليون دولار عام 1997، ومن المتوقع أن تصل إلى 1.8 مليار دولار
في نهاية هذا العام. وقد تكون تلك هي مجرد البداية فقط.
وقد حصلت شركة
«أليرجان إنك» المصنعة للبوتوكس الكائنة بمدينة إرفين بولاية كاليفورنيا
مؤخرا على موافقة إدارة الغذاء والدواء على استخدام البوتوكس في علاج
الصداع النصفي المزمن والتبول اللاإرادي، وتسعى الآن من أجل الحصول على
موافقة على استخدامه في علاج بعض مشكلات المثانة. كما بدأت الشركة في دراسة
استخدام البوتوكس في علاج آلام الركبة الناتجة عن التهاب المفاصل، حسب ما
أدلى به مدير الشركة ديفيد بيوت.
سموم عصبية*
علميا، يعد البوتوكس سما عصبيا، حيث يقتل الخلايا العصبية، بينما تمنع
جرعات صغيرة منه العضلات من استقبال إشارات من الجهاز العصبي. يعتبر
البوتوكس مفيدا في الحالات الطبية التي تتميز فيها العضلات بفرط النشاط،
كحول العينين وبعض اضطرابات العضلات. إن إيقاف حركة عضلات معينة في الوجه
يمنع العبوس ويقلل من التجاعيد في الزاوية الخارجية للعين.
تم الحقن
بالبوتوكس 5.6 مليون مرة العام الماضي، أما الآن، فينافس البوتوكس منتجان
شبيهان آخران، هما «الديسبورت» Dysport)) و«الزيومين» ((Xeomin، لكنه أصبح
المصطلح العام الشائع للإشارة إلى هذا النوع من الحقن.
في
جميع الحالات، تتلاشى آثار البوتوكس في مدة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر.
ويعنى هذا أنه يجب علاج تجاعيد الجبهة مرات قليلة سنويا؛ وهو الأمر الذي
يعد شيئا جيدا للمنتجين، وللأطباء الذين يتلقون مبالغ تتراوح بين مئات
الدولارات وألف دولار مقابل الجلسة العلاجية، حسب العمل المطلوب. يعنى هذا
أيضا أن أي جرعات زائدة يتم حقنها في المكان الخطأ أو في عضلات هامدة لن
تستمر طويلا.
ويقول ماثيو أفرام، مدير مركز جراحة الجلد التجميلية
والليزر بمستشفى ماساتشوستس العام إنه على الرغم من أن البوتوكس يصنع من
أحد أخطر أنواع السموم، فإنه لا توجد أعراض جانبية واضحة لاستخدامه على
المدى الطويل رغم الحقن به ملايين المرات. «يعد البوتوكس علاجا آمنا
وفعالا، حيث أحدث تغييرا جذريا في الطريقة التي يمكننا بها إعادة الشباب
للوجه»، هذا ما قاله أفرام في حديث نقلته «يو إس إيه توداي».
ويقول
الزوجان كاروثرز، اللذان ذكرا أيضا أنهما لم يحصلا على تمويل من شركة
«أليرجان»، إنهما لم يستغلا اكتشافهما لأن شركة «أليرجان» لديها براءة
اختراع البوتوكس.
نتائج سيئة* على الرغم من أن
أطباء الأسنان وأطباء الطوارئ وأطباء النساء والتوليد وآخرين يقدمون خدمات
حقن البوتوكس الآن، فإن أطباء الجلد وجراحي التجميل يقولون إن تخصصهم
يؤهلهم ويجعلهم الأفضل في تقديم تلك الحقن.
من العلامات على سوء استخدام البوتوكس وجود تجاعيد ظاهرة ولمعان الجبهة والمظهر الخالي من التعبير الذي يبدو على بعض المشاهير.
يقول
مالكولم روث، رئيس الجمعية الأميركية لجراحي التجميل، إن كثيرا من الناس
يفضلون حقن البوتوكس على إجراء عملية تجميل، وذلك لأن سعرها معقول، وغير
مؤلمة تقريبا، ولا تتطلب أن ينقطع المريض عن العمل. وأضاف أن الناس استمروا
في الحصول على البوتوكس أثناء الأزمة الاقتصادية الحالية.
اليوم، ما
زال الزوجان كاروثرز يؤمنان بشدة بالمنتج الذي اختبراه على مساعدتهما كاثى
بيكرتون سوان التي اختفت تجاعيد جبهتها نتيجة الحقن بالبوتوكس. وبالنسبة
لجين كاروثرز، التي هي الآن في الستينات من العمر، فإنها تؤكد تأثير
البوتوكس عليها قائلة: «لقد شعرت أنني لم أعبس منذ عام 1987».
نصائح حول البوتوكس*
يقول مالكوم روث إن الحصول على علاج بسم البوتولينوم «ليس بالشيء الذي يجب
أن يندفع الناس إليه»، بل يطالب هو وآخرون المرضى بالاتي:
* الخبرة تشكل عاملا مهما: اخضع لعملية الحقن بالبوتوكس على يد طبيب أجرى مئات من العمليات المماثلة من قبل.
*
الرجال يختلفون عن النساء: ابحث عن شخص على دراية بتشريح الوجه وفهم
جماليات الوجه، وهو ما يوصي به الكثير من جراحي التجميل وأطباء الجلد.
تختلف جرعات الدواء المطلوبة، حيث يحتاج الرجال جرعات أكثر من النساء.
*
احصل على حقن ليست محفوظة: اطلب من الممرضة أو الطبيب خلط المحلول قبل
الحقن مباشرة لضمان أن لا تكون حقنا محفوظة لفترة طويلة. يأتي البوتوكس في
صورة مسحوق وعندما يخلط بالماء يجب الاحتفاظ به في مكان بارد ويظل صالحا
للاستخدام ليوم واحد فقط.