ببروميد الميثيل
كتبت - منى أبو الحسن يوسف
مصر مازالت تستورد غاز
بروميد الميثيل من إسرائيل لتبخير الأرض التي يتم زراعتها بالفراولة
والمزروعات الأخرى المعرضة للإصابة بالنيماتودا وتبخير الصناديق الخشبية في
الواردات والصادرات بصفة عامة وتصل شحنات للغاز لمصر عبر منفذ رفح لصالح
بنك التنمية والائتمان الزراعي وقد حظر الاتحاد الأوروبي استخدام هذا الغاز
نهائيًا منذ العام الماضي. وقد حصل جهاز شئون البيئة على منحة لا ترد من
إيطاليا بقيمة 2 مليون و400 ألف يورو في الفترة من 2013/2008 لتوعية
المزارعين وإيجاد البدائل الآمنة لغاز «بروميد الميثيل» المحظور نظرًا لأنه
يسبب العديد من الأمراض وعلي رأسها السرطان.
كانت هذه التصريحات
على لسان الدكتور محمد سالم مستشار منظمة الزراعة والأغذية "الفاو" بداية
الخيط الذى قمت بالتقاطه وتتبعه فى مهمة خاصة داخل جمارك بورسعيد.
ذهبت
إلى هناك والشك يساورنى أن مصر بعد ثورة 25 يناير قد انتهى فيها الفساد
وللأبد ولن يسمح المصريين لمن قتل ابنائهم بالرصاص ان يقتلوهم مرة اخرى
بالغذاء الملوث او المبيدات الحشرية كما فعل وزير الزراعة الاسبق فى قضيته
الشهيرة المبيدات المسرطنة.. ولكن للأسف لم تتغير مصر فالفاسدين مازالوا فى
أماكنهم يلوثون هوائنا ومائنا وتربتنا وأغذيتنا...وتسللت للمخازن وتمكنت
من تصوير عبوات الغاز المحظور والمصنعة داخل دولة الكيان الصهيوني وتستخدم
لتبخير التفاح وحبوب البن حتى تاريخه داخل جمارك بورسعيد.
توجهت بعد
ذلك للأستاذ الدكتور احمد محمد عبد العظيم الأستاذ بكلية العلوم جامعة
قناة السويس والعالم المصري الشهير فى مجال الفطريات والكائنات الدقيقة
وسألته عن تأثيرات بروميد المثيل على الصحة العامة وعلى طبقة الأوزون وهل
مازال يستخدم فى الدول المتقدمة؟
و
أجابني أن مصر كى تعمل على الوفاء بالتزاماتها تجاه بروتوكول مونتريال
وللحفاظ علي طبقة الأوزون كان لزاماً أن تتظافر كافة الجهود للوصول إلي هذا
الهدف القومي. ومن الكيماويات التي تدمر طبقة الأوزون غاز
الكلوروفلوروكربون والهيدروكلوروفلوروكربون والمستخدمة فى أجهزة التبريد
والتكييف وغيرها من الغازات ويأتى بروميد الميثيل المستخدم كمبيد حشري فى
التخزين وتعقيم التربة الزراعية ضمن قائمة من المسببات الرئيسية لتدمير
طبقة الأوزون.
وأفاد دكتور عبد العظيم أن فعاليات المؤتمر الدولي
الحادي والعشرين للدول الأطراف لاتفاقية مونتريال الخاصة بالمواد المستنفدة
لطبقة الأوزون والذى عقد بقاعة مركز المؤتمرات ببورت غالب بمرسي علم ناقش
تعديل الاتفاقية قيما يتعلق باستخدام مادة بروميد الميثيل المستخدمة في
تعفير الشحنات الزراعية أثناء النقل في جميع أنحاء العالم. وفي حين أن
بروميد الميثيل يخضع للرقابة بموجب بروتوكول مونتريال عند استخدامه في
أماكن مثل المزارع فإنه مازال استخدامه في الحجر الزراعي وأثناء الشحن يقع
خارج نطاق المعاهدة وان إيجاد بدائل لبروميد المثيل لتعقيم المنتجات ستبقي
مسألة معلقة حتي اجتماع آخر.
وأضاف
ان بروميد الميثيل يسمى أيضاً أحادي بروم الميثان وهو غاز عديم اللون
والرائحة عند درجة حرارة الغرفة والضغط الجوي العادي، ذو رائحة زكية،يستخدم
مبيداً للحشرات، والديدان، والفطريات، والأعشاب الضارة، سام، مهيج، خطر
على البيئة والصحة العامة، يؤدي التعرض له إلى تهيج في العيون والجلد،
وعتمة في الرؤيا، علاوة على صداع، دوار، تلف في المخ مع ارتفاع معدلات
التعرض، مغص معدي، , وأخيراً موت المصاب، علماً بأنه وفي ظل هذه المخاطر
التي ينطوي عليها استخدام بروميد الميثان علاوة على تأثيره في طبقة
الأوزون، تنادى دول العالم بالحد من استخدامه حتى أوقف بنهاية عام 2005م
بناء على اتفاقية مونتريال فى الدول المتقدمة، و على الرغم من ذلك مازال
البعض يستخدمه في تعقيم المحاصيل والتربة ومنها مصر.
وقد حظرت امريكا واستراليا استخدام الغاز اللعين من عام 2001 وتدريجيا حتى عام 2005 أما الدول النامية فسوف يتم حظره عام 2015...
وأفاد
الدكتور عبد العظيم أن جامعة قناة السويس من الجامعات الرائدة فى مجال
إيجاد بدائل لبروميد الميثيل وأفاد ان الأستاذ الدكتور محمد أنور عبد
الستار الأستاذ بكلية الزراعة قدم العديد من الدراسات عن استخدامات بآلات
قش الأرز فى زراعة محاصيل الخضر المختلفة لمكافحة مسببات الأمراض النباتية
الكامنة في التربة كأحد بدائل غاز بروميد الميثيل ضمن المنحة التي حصل
عليها جهاز شئون البيئة من الجانب الإيطالي ولكن تلك الدراسات لم تطبق على
نطاق واسع فى مصر.
وعالميا فإن هناك ثلاث شركات تقوم بتصنيع بروميد
المثيل اثنتان فى امريكا وتم وقف العمل بهما تماما والثالثة فى إسرائيل
والتى مازالت حتى تاريخه تصدر لبعض الدول النامية ومنها مصر لأننا لا نضع
لحياة الانسان وصحته أى قيمة ويبدو ان مصر قبل الثورة هى مصر بعد الثورة
طالما ان جينات الفساد مازالت سائدة فى غالبية العاملين فى الدولة ولكى
الله يامصر.
منى أبو الحسن يوسف
صحفية حرة من مدينة بورسعيد